ريمـــــاس الحـــــب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ريمـــــاس الحـــــب

إذا أردت التميــــــــــــز .... إنضم إلينـــا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الآية 58 من سورة النساء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد اللطيف محمد

عبد اللطيف محمد


ذكر عدد الرسائل : 41
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 13/03/2009

الآية 58 من سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: الآية 58 من سورة النساء   الآية 58 من سورة النساء Icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2009 9:41 am

من الآيات الجامعة للأحكام ما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}... سورة النساء الآية 58، وقد وصف القرطبي هذه الآية، بأنها (من أمهات الأحكام، تضمنّت جميع الدين والشرع).

هذه الآية الكريمة جاءت عقب آيات سبقتها تتحدث عن أحوال الكفار والمنافقين، كقوله تعالى: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}... سورة النساء الآية 37، وقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ}... سورة النساء الآية 38.

وتتحدث أيضاً عن بعض من صفات أهل الكتاب، كما في قوله سبحانه: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}... سورة النساء الآية 46، وقوله عز وجل: {يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}... سورة النساء الآية 54.

وكل ذلك يشتمل على خيانة أمانة الدين، والعلم، والحق، والنعمة، فبعد أن بين سبحانه شيئاً من صفات هؤلاء وأولئك، عطف على ذلك مخاطباً عباده المؤمنين بأداء الأمانة، والحكم بالعدل .

هذا ما نحا إليه الرازي وتابعه ابن عاشور في بيان مناسبة الآية لما سبقها من آيات.

وقد ذكر أبو حيان وجهاً آخر للمناسبة بين الآية وما سبقها، وهو أن الله سبحانه لما ذكر وَعْد المؤمنين العاملين الصالحين، وذلك في قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً}... سورة النساء الآية 57، نبه سبحانه بعدُ على هذين الأمرين الشريفين: أداء الأمانة، والحكم بالعدل.

ومهما يكن الأمر، فإن الآية الكريمة أمرت بأمرين رئيسين:
أحدهما: أداء الأمانة.
وثانيهما: الحكم بالعدل.

فأما بالنسبة لأداء الأمانة، فالذي اتجه إليه أغلب المفسرين هنا، أن الخطاب في الآية عامٌّ، يشمل جميع الناس، وأن المقصود بـ(الأمانة) مفهومها العام، الذي يشمل جميع الأمانات، وليس مفهومها الخاص، فهي تشمل الأمانة في العبادات، والأمانة في المعاملات، والأمانة الخاصة، والأمانة العامة، والأمانة مع المسلم ومع غير المسلم، ومع الصديق والعدو، ومع الكبير والصغير، ومع الغني والفقير.
ثم ها هنا بعض وقفات لا ينبغي أن يُغفل عنها في هذا السياق:
الوقفة الأولى: جاء ختم الآية الكريمة في غاية التناسب مع مضمونها؛ وذلك أن الآية لما أمرت بأداء الأمانة، وبالحكم على سبيل العدل، ختمت بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، أي: إذا حكمت بين الناس فهو سميع لكل حكم تحكم به عدلاً أو جوراً؛ وإن أديت الأمانة فهو بصير بكل فعل تقوم به، إحساناً أم خيانة. وهذا الختام للآية يتضمن وعد المطيع بالثواب، ووعيد العاصي بالعقاب.

الوقفة الثانية: جاء في الآية نفسها قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ}، قال ابن عاشور ما حاصله: هذه الجملة واقعة موقع التحريض على امتثال الأمر الذي جاءت به الآية، فكانت بمنـزلة التعليل؛ أي: أنه سبحانه يعظ عباده ويحثهم على الانقياد لأمره، والعمل على وفق شريعته، وأنه لا يأمرهم إلا بما هو خير ومصلحة لهم في دينهم ودنياهم.

الوقفة الثالثة: ذكر ابن المنذر إجماع أهل العلم على أن الأمانات مردودة إلى أربابها، الأبرار منهم والفجار؛ ويؤيده ما نقله ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: هي للبر والفاجر.

الوقفة الرابعة: أن ثمة علاقة وثيقة بين العدل وأداء الأمانة؛ إذ هما أمران متلازمان، فأداء الأمانة إلى أهلها عين العدل، وجحدها على صاحبها هو عين الجور؛ وأيضاً فإن الحكم بين الناس بالعدل هو أداء للأمانة التي حُمِّلها الحاكم، وبالمقابل فإن ظلم العباد هو جحد للأمانة وتفريط فيها.ثم ها هنا بعض وقفات لا ينبغي أن يُغفل عنها في هذا السياق:
الوقفة الأولى: جاء ختم الآية الكريمة في غاية التناسب مع مضمونها؛ وذلك أن الآية لما أمرت بأداء الأمانة، وبالحكم على سبيل العدل، ختمت بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، أي: إذا حكمت بين الناس فهو سميع لكل حكم تحكم به عدلاً أو جوراً؛ وإن أديت الأمانة فهو بصير بكل فعل تقوم به، إحساناً أم خيانة. وهذا الختام للآية يتضمن وعد المطيع بالثواب، ووعيد العاصي بالعقاب.

الوقفة الثانية: جاء في الآية نفسها قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ}، قال ابن عاشور ما حاصله: هذه الجملة واقعة موقع التحريض على امتثال الأمر الذي جاءت به الآية، فكانت بمنـزلة التعليل؛ أي: أنه سبحانه يعظ عباده ويحثهم على الانقياد لأمره، والعمل على وفق شريعته، وأنه لا يأمرهم إلا بما هو خير ومصلحة لهم في دينهم ودنياهم.

الوقفة الثالثة: ذكر ابن المنذر إجماع أهل العلم على أن الأمانات مردودة إلى أربابها، الأبرار منهم والفجار؛ ويؤيده ما نقله ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: هي للبر والفاجر.

الوقفة الرابعة: أن ثمة علاقة وثيقة بين العدل وأداء الأمانة؛ إذ هما أمران متلازمان، فأداء الأمانة إلى أهلها عين العدل، وجحدها على صاحبها هو عين الجور؛ وأيضاً فإن الحكم بين الناس بالعدل هو أداء للأمانة التي حُمِّلها الحاكم، وبالمقابل فإن ظلم العباد هو جحد للأمانة وتفريط فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
al_7ub
Admin
al_7ub


ذكر عدد الرسائل : 111
Personalized field : الآية 58 من سورة النساء Empty
تاريخ التسجيل : 06/09/2008

الآية 58 من سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآية 58 من سورة النساء   الآية 58 من سورة النساء Icon_minitimeالسبت أبريل 04, 2009 4:22 am

جزاك الله خيرا


اثابك الله على هذا المجهود


فى انتظار جديدك


تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://reemas.yoo7.com
عبد اللطيف محمد

عبد اللطيف محمد


ذكر عدد الرسائل : 41
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 13/03/2009

الآية 58 من سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآية 58 من سورة النساء   الآية 58 من سورة النساء Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 9:33 am

بارك الله فيك وشكرا على المرور الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآية 58 من سورة النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ريمـــــاس الحـــــب :: المنتديات الاسلامية :: قسم القرأن الكريم-
انتقل الى: